الجمعة، 29 يوليو 2011

هل يمكن لشيئ أن يعتبر موجودا رغم أنه لا وجود له في الوجود المرصود؟

كثيرا ما قضت  مضجعي بعض الأفكار التي قد تبدوا للوهلة الأولى بسيطة إلى أنها في الحقيقة أساسية في فهمنا للوجود،فما معنى أن الشيء يكون معدوما؟؟ ما معنى أن يكون حجم جسم ما يساوي صفرا ؟؟؟ هل يكون عندها ذلك الشيء صفرا أي عدما أم أنه يمكن له أن يكون موجودا ؟؟؟؟؟
أثناء دراستنا في ميكانيكا الكم لآبار الجهد قد نتعجب عند دراسة البئر الذي تكون فيه ظاهرة تأثير النفق !،و هي أن الطاقة الكامنة تكون أكبر من الطاقة الكلية ،وهو ما يعني أن الطاقة الحركية تكون سالبة !!!!!!!!!،في هذه المدة لا نجد أي أثر للجملة المدروسة أي أنها تختفي من الوجود المادي المرصود (أو ما نعتقد أنه كذلك)،أن تكون الطاقة الحركية سالبة فهذا يعني أن السرعة تكون بقيم مركبة (عقدية)خيالية صرفة !!!!!أي أنها تكون بدلالة العدد المركب و أساس الأعداد المركبة (
i)أي العدد الذي مربعه يساوي ناقص(سالب)واحد

( و الذي نجده في كثير الكتب التي تستخدم الحروف العربية (ت))،حسنا ما هذا!!!!!! سرعة تخيلية !!!!!


في هذه الصورة نلاحظ أن الطاقة الكمونية بين x1وx2تكون أكبر من الطاقة الكلية و هنا يكون تأثير النفق وهو مرور جزء من الموجة الواردة عبرهذا النفق و هو ما لا يمكن حدوثه في الميكانيكا الكلاسيكية

لقد ألفنا أن كل ما يحدث في الطبيعة يكون حقيقيا(بإستخدام الأعداد الحقيقية)و أن الأعداد التخيلية إنما نستخدمها فقط لتسهيل الحسابات أما النتائج فإنها ستكون دائما حقيقية.
ما معنى(5+2i)كلغ !!!!!ما معنى 244iمتر/ثانية مربعة !!!!!! ما معنى 44iثانية  ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بعض النظريات تتحدث عن جسيمات كتلتها تخيلية مثل جسيم التاشيون (و هو افتراضي و غير مكتشف) و الذي افترضه لأول مرة  الفيزيائي فاينبرغ

بينما نحن في درس الميكانيكا الكمومي أيام الجامعة طرح علي الأستاذ سؤال حول آخر الاكتشافات فيما يخص حجم الإلكترون،فلم أجبه إلا أنه قال قولة غريبة تعجبت لها لقد قال أنهم اكتشفوا (في إحدى التجارب و التي ليس من الضروري أن تكون صحيحة)أن حجم الإلكترون هو صفر !!!!!!!،هنا توقفت حائرا فما معنى أن يكون حجم الشيء صفرا؟ ثم كيف يمكنا أن نقول عنه أنه شيء؟؟؟ و لما ليس لا وجودا أي عدما ؟؟؟ آه حسنا ما هو الحجم ؟؟؟؟؟؟
هنا بدأت أفكر بطريقة أخرى و برؤية أخرى و لقد علمتنا ميكانيكا الكم أن نعيد النظر في كثير الأمور بصفة عامة فهذه هي مسيرة العلم أن نصحح أخطائنا و أحكامنا المسبقة.

حسنا ما هو الحجم ؟؟؟؟ لما تختفي من الوجود المرصود الأنظمة التي تكون تحت تأثير النفق ؟؟؟ ما هو حجمها حينها؟؟؟ هل يصح أن نقول عنه أنه صفر ؟؟؟؟؟؟ لكن كيف يكون لما هو عدم(إن صح هذا القول) أن يمتلك سرعة ؟؟؟؟
منذ مدة عاودتني تلك الأفكار و أثناء زيارة للعاصمة ذهبت أنا و صديقي إلى مكان تباع فيه مواد البناء ،و عندما ذهب هو ليتفاهم مع العاملين في ذاك المكان، بقيت أفكر و أنظر إلى الرمل و الإسمنت و مربعات البلاط carrelage  وأفكر في اختلاف مميزات كل مادة عن الأخرى بدلالة نوع مركباتها أي الجزيء الأساسي و حجمها

هنا بدأت تأتيني بعض الأفكار،حسنا هذه الأفكار هي مجرد تخمينات ،لقد خطر ببالي أن الجسيم أو الجملة الفيزيائية لا يمكنها أن تحقق الحجم إلى بشروط معينة كما أن هناك حالة انتقالية بين العدم والوجود الحجمي هذه المرحلة يمكننا أن نقول عنها أن الحجم فيها يكون تخيليا أو أن الكتلة تكون تخيلية

كلما ازدادت الكتلة ازدادت السرعة كما أن الحجم و الكتلة يمكن القول عنهما أنهما مترابطان فزيادة الحجم من نفس الشيء (ذو الكتلة) يزيد من كتلته منه فقد تراءى لي أن الكتلة التخيلية تعني بالضرورة سرعة تخيلية ،كما أن الوجود و المكان الذي نعرفه ما هو إلى جزء من واقع أكثر اتساعا و تنوعا و اختلافا و تميزا!!!!!!!

كما أن الأنظمة الفيزيائية تحقق المقادير الحقيقية في بعض الحالات و هي الحالات التي يمكننا أن نرصدها فيها كما يمكنها أن تكون تخيلية و لن نتمكن من رصدها آنذاك لكننا يمكننا أن نستدل عليها بالبراهين الرياضية


لما نستخدم الأعداد التخيلية في رياضياتنا و نبقى نصر على أنها تخيلية؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
حسنا ما معنى أن جسيما يكون موجودا لكن بطريقة تخيلية ؟؟
ما معنى كتلة تخيلية؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لو كان عندكم أجوبة لمثل هذه التخيلات فأنا أنتظر ردودكم
ملاحظة هذا الموضوع هو عبارة عن تأملات و تساؤلات و محاولة للتوصل لبعض الحقائق و هذا ليس أمر خاطئ و إنما الخطأ في من يعطي فكرة من صميم فكره دون برهان عليها على أنها أمر مسلم به لكن ما أقوم به هنا هو محاولة لفهم الوجود

هناك 7 تعليقات:

  1. مقال رائع جداياصديقي ولكن عندي سؤال ماهو العدم هل للعدم معنى في الحياة التي نعيشها واتكلم هنا عن المعنى الفزيائي .
    يعني انا اعتقد انه لايوجد شيء اسمه عدم في هذه الحياة
    بالمناسبة عندم تحدثت عن الاشياء التخيلية ذكرتني بما يسمى بالكون الهلوجرامي.

    مرة اخرى شكرا على المقال الاكثر من رائع

    ردحذف
  2. ربما الحديث عن الكتلة يعتبر اكثر تعقيدة لان الكتلة مرتبط مفهومها بالكون وتكونه ولكن الحديث عن المادة يكون افضل .. فما نجده من مادة في كوننا هناك منطقيا مرادف له ومساويا له يسمى المادة المضادة .. ولو اتحدت المادة والمادة المضادة نصل الى العدم .. المادة المضادة ليست خيالا بل تم ايجادها في المختبر .. دراسة التخيل تساعدنا على فهم الكثير .. شكرا على الموضوع المهم والمميز

    ردحذف
  3. لعل المقصود: قوة خارجية خارج عن قوانين الكون المعروفة... يظهر أن الرياضيات يؤمن بعالم الغيب!... تحياتي!

    ردحذف
  4. أنا إنسان
    شكرا اخي العزيز
    أنا أعتقد أن العدم موجود
    كما أنه غير موجود فهو عدم الوجود بعض من الفلسفة
    الأمر يشبه القضية الفلسفية الخاطئة
    و بالمناسبة فقد سئلنا ايام الجامعة أستاذ البصريات l'optique
    ها هو العدم ؟؟ ثم قال أن العدم غير موجود و هو امر نفهمه فقط
    صراحة أنا أعتقد أنه موجود و لقد قلت له إذا ما الفرق بين جسمين متشابهين في كل شيء سوى أن كثافتهما مختلفة ؟؟؟

    ردحذف
  5. نزار النهري
    شكرا أخي على ردودك الرائعة
    الكتلة خاصية من خواص المادة مثلها مثل اللف-السبين-و الشحنة
    أما اصطدام جسيم مادي و آخر مضاد فهو لا يعطي عدماو إنما يعطي طاقة فالطاقة-و التي يمكنها أن تكون على شكل كتلة-محفوضة

    ردحذف
  6. ابو أمير
    عزيزي أن نعجز على تفسير شيء فهذا لا يجعله إلاهي أو معجز

    ردحذف
  7. شئ جميل جدا
    ولكن اعتقد ان الفائدة الانية و المعروفة من استخدام الاعداد التخيلية و ما يشابهها اننا نستطيع احيانا ان نجد اشياء و متغيرات حقيقية منها

    مثلا كما قلت ان حاصل ضرب i x i هو 1- و اذا كان مرفوعا للقوة 4 فهو 1 و هو عدد موجب حقيقي موجود
    ...................

    ردحذف

-من المنطقي جدا أن ننتقد ما نراه خاطئ

-من المنطقي جدا أن ننتقد ما نراه خاطئ و نبدي رأينا فيه و ننتظر التعقيب عليه أو ما يمكننا دعوته بنقد النقد و هكذا حتى تستقيم لنا الأمور و لمن ننتقده فنرا الحق الذي نصبوا إليه فنراه واضحا جليا، هذه هي الطريقة المتحضرة في معالجة الأمور و البحث على الحقيقة ،لكن الأديان (غالبها) علمتنا أن ما تقوله هو الحق و كل مخالف مخطئ و فقط و إن انتقدها فهو يتهجم على المقدسات و سيكرهه المتدينون بها و يحقدون عليه و في بعض الحالات قد يصل الامر إلى قتله كما فعل محمد و أتباعه مع عصماء بنت مروان و كما تعلمون فهذه أمور لا تتناطع عليعا عنزان .